داء الذئبة الحمامية وتساقط الشعر- هل يوجد أي علاج؟
By Prof. Dr. Soner Tatlidede 2021-03-28
داء الذئبة الحمامية والثعلبة، ماذا نعلم عن العلاقة بينهما؟ إن العديد من الأشخاص المهتمين بتكلفة عملية زراعة الشعر في عيادتنا في تركيا، يعانون من تساقط الشعر نتيجة داء الذئبة. لكن ماهو داء الذئبة الحمامية، وماهي العلاقة بين الثعلبة وداء الذئبة الحمامية؟ ماهي الأعراض التي يملكها هذا المرض؟ هل يمكن علاج الشعر المتساقط نتيجة الإصابة بالذئبة الحمامية؟ لنجاوب على جميع هذه الأسئلة.
ماهي المؤشرات الأولية المعتادة للإصابة بداء الذئبة الحمامية؟
يعتبر داء الذئبة الحمراء مرض مناعي ذاتي يجعل جهاز المناعة غير قادر على التمييز بين الفيروسات أو البكتيريا وخلايا الجسم، وبالتالي مهاجمة أنسجته. على الرغم من أنه يعتبر مرض منتشر أكثر مما هو معتقد وقد تم اكتشافه منذ قرون، يعتبر تشخيصه أمر صعب جداً وذلك بسبب إمكانية تأثيره على معظم مناطق الجسم، وأعراضه الأولية تختلف بين المرضى. لكن ماهو أكثر الأعراض المبكرة شيوعاً لمرض الذئبة الحمامية؟
في الواقع، قد يكون أحد الأعراض المبكرة الأكثر شيوعاً هو تساقط الشعر، لكن هذا ليس هو الحال دائماً. يتضمن نطاق الأعراض أشكالاً مختلفة مثل آلام في المفاصل والعضلات، الإرهاق، الطفح الجلدي، القروح، تقرحات الفم، البقع الجلدية، التهابات، حرارة، آلام في الأعضاء الداخلية، وغيرها.. عادةً، تكون هذه الأعراض معتدلة ولا تشكل أي خطر على الصحة، إلا عندما تتأثر الأعضاء الداخلية بشدة.
في حال كان من الصعب تشخيص الأعراض الأولية على أنها داء الذئبة الحمراء، وهي أقل وضوحاً للعلماء لمعرفة ماهي أسباب هذه الأعراض وأسباب المرض بشكل عام. كما هو الحال مع أمراض المناعة الذاتية الأُخرى داء الثعلبة، لايزال سبب داء الذئبة الحمامية غير معروف، بالرغم من اعتقاد أن عوامل مثل الوراثة و البيئة لها تأثير على ظهوره.
على سبيل المثال، من المعروف أن بعض الأشخاص يولدون حاملين مورثات تميل للإصابة بداء الذئبة احمراء، وأن هذا المرض يتم تنشيطه من قبل عدوى، أدوية، توتر، تلوث ... هرمونات وخاصةً هرمون الاستروجين، التي تعتبر عامل آخر محفز لحدوث داء الذئبة الحمراء. في الحقيقة، 90% من المرضى الذين تم تشخيصهم بداء الذئبة الحمراء هم من النساء، وإن العمر الأكثر خطورة يتراوح بين 20 و 40 عاماً.
ماهي الأنواع الأساسية لداء الذئبة الحمامية؟
يوجد ثلاث أنواع رئيسية لداء الذئبة الحمامية: الذئبة الحمامية الجهازية (SLE) والتي تعتبر الأكثر شيوعاً وتؤثر على مجموعة واسعة من أجزاء أو أعضاء الجسم: الذئبة المحفزة بالأدوية (DIL)، ويشكل 10% من حالات داء الذئبة الحامية ويملك أعراض مشابهة ل SLE إنما تكون ناتجة عن الأدوية، على الرغم من إخمادها عند توقف الدواء: وأخيراً الذئبة الحمامية الجلدية (CLE)، والتي هي أيضاً نمط من أنماط SLE التي تؤثر على الجلد.
يعتبر ال CLE مثل جميع أنواع الذئبة الحمامية، مرض مزمن الذي لايوجد علاج له إنما فقط يتم استخدام علاجات مسكنة من أجل بقاء الأعراض تحت السيطرة. تتجلى بظهور آفات على الوجه وفي المناطق المعرضة لأشعة الشمس (الأرجل، اليدين..) مع ظهور طفح جلدي متقشر على الجلد والذي يتفاقم في حال التعرض لإشعاع شمسي.
إن الذئبة الحمامية الجلدية تسبب في بعض الأحيان ضرر للشعر وأنواع مختلفة من الثعلبة، على الرغم من أن الإصابة بالثعلبة يعتبر أمر مشترك أيضاً في الذئبة الحمامية الجهازية. يوجد نوعان من CLE: الذئبة الحمامية القرصية (DLE) والتي تسبب ثعلبة ندبية: و ذئبة حمامية جلدية شبه حادة (SCLE) مع أعراض أكثر اعتدالاً. تؤثر الذئبة الحمامية القرصية على 15% من مرضى الذئبة.
هل يعتبر تساقط الشعر علامة على الذئبة الحمامية؟
إن تساقط الشعر ليس دليلأ على الذئبة الحمامية فقط: كما أظهرت الدراسات، أنه في الواقع واحد من أكثر أعراض داء الذئبة الحمراء تكراراً، على الرغم من اختلاف شدته عند كل مريض: حيث يمكن أن يترواح بين ترقق شعر بسيط حتى حدوث الثعلبة البقعية الناتجة عن الذئبة الحمراء والتي بدورها ممكن أن تسبب فقدان رموش العين ، اللحية أو فقدان شعر الحاجب. تعتبر الثعلبة الذئبية شائعة جداً، حيث أنه في حال تساقط الشعر دون وجود أي تفسير، فإن الأطباء غالباً يشتبهون بداء الذئبة.
في بعض الأحيان، لإن مرضى الذئبة الحمامية لا يعانون من تساقط شعر كثيف، إنما يصبح شعر المصاب ضعيف وهش حيث يتساقط بسهولة. حتى مع استخدام العلاجات وذهاب الأعراض، فإن الشعر يعتبر من المناطق التي تستغرق وقتاً أطول للشفاء، ويظهر بقع يصبح فيها الشعر هشاً ويبدو بمظهر غير صحي.
قد يسبب داء الذئبة الحمامية ثعلبة ندبية أو ثعلبة غير ندبية. في حال حدوث الثعلبة الندبية – على سبيل المثال في الذئبة القرصية- فإن بصيلات الشعر تتضرر بشكل دائم و لن ينمو الشعر مجدداً، لذلك سوف يكون فقدان الشعر دائم: على أي حال، إن داء الذئبة الحمامية يسبب ثعلبة غير ندبية بشكل أكثر شيوعاً – في الحالات المعتدلة من الذئبة أو تلك التي لا تؤثر بشكل أساسي على الشعر-في تلك الحالة يمكن استعادة الشعر بواسطة العلاجات.
التعامل مع تساقط الشعر الناتج عن داء الذئبة
كما ذكرنا سابقاً، لايوجد علاج لداء الذئبة الحمراء: لذلك فإن الهدف من أي علاج هو الحد من الأضرار، وخفض الأعراض – بمافيها تساقط الشعر- وتجنب ظهور ندب: يعتبر استخدام مراهم الكورتيزن أو هيدروكسي كلوروكين من العلاجات الشائعة من أجل تصحيح الأعراض في الحالات المعتدلة وهي الغالبية. لكن، ماذا يمكننا أن نفعل حيال تساقط الشعر الناتج عن الذئبة؟
عادةً، وفي حال كنا لا نتعامل مع حالات خطرة من داء الذئبة الحمراء، فبإمكاننا أن نعالج الشعر مرة أُخرى بعد استخدام العلاج المناسب للذئبة الحمراء: على أي حال، في حال كنا نلاحظ ضعف في الشعر أو تساقط شعر غير طبيعي، يجب علينا استشارة طبيب مختص في أقرب وقت ممكن حتى يتمكن من تحديد فيما إذا كان داء الذئبة الحمامية هو السبب أم لا، وماهو العلاج الأنسب.
ليس هناك فقط علاقة قوية بين داء الذئبة الحمامية وفقدان الشعر: لسوء الحظ في معظم حالات داء الذئبة الحمامية الشديدة، يعتبر تساقط الشعر أمر غير قابل للاسترجاع حتى أنه لاينصح دائماً القيام بعملية زراعة الشعر. إن أفضل شيء يمكنك أن تفعله هو القيام باستشارة مع طبيب مختص وذو خبرة حيث بإمكانه أن يقدم لك النصيحة التي تتضمن أفضل علاج لحالتك: تعتبر كلينيكانا أفضل عيادة زراعة شعر في تركيا، حيث أننا مختصون في جميع أنواع علاجات الشعر. احصل الآن على استشارة مجانية، وسوف نقوم بمساعدتك للتعامل مع مشكلة تساقط الشعر لديك.