زراعة الشعر في منطقة قمة الرأس (المنطقة التاجية)
By Prof. Dr. Soner Tatlidede 2018-08-17
تقع المنطقة التاجية أو قمة الرأس على الجزء الخلفي من فروة الرأس-على وجه التحديد- حيث تبدأ فروة الرأس الخلفية بالإنحدار إلى أسفل. تنتهي المنطقة التاجية حيث يبدأ العظم القذالي (فروة الرأس القذالية حيث يتم أخذ الطعوم الشعرية منها عادةً وخاصةً عند زراعة الشعر بطريقة الإقتطاف(FUT).
ويشار إلى هذه المنطقة أحياناً، بإسم قمة الرأس VERTEX. مصطلح VERTEX يعني حرفياً أعلى نقطة.
الدورة الدموية في المنطقة التاجية (قمة الرأس):
توضح الصورة أدناه شبكة الشرايين الرئيسية لفروة الرأس. تتفرع هذه الشرايين لشرينات صغيرة وأخيراً لشعيرات الدموية (لا تظهر في الصورة). تقوم هذه الشبكة من الشعيرات الدموية بتزويد بصيلات الشعر بالدم والعناصر الغذائية التي تحتاجها لنمو الشعر. حسناً من الواضح أن ضغط الدم ومعدل تدفقه داخل الأوعية الدموية الكبيرة سيكون أكبر بكثير منه فى الشعيرات الدموية الصغيرة. وكما تلاحظ فإن هذه الأوعية الدموية الكبيرة تكون أقرب إلى البصيلات الشعرية الموجودة على جوانب الرأس أكثر منها إلى البصيلات الموجودة في قمة الرأس. وهذا يعني أن ضغط الدم ومعدل تدفقه داخل الشعيرات الدموية على جانبي الرأس سيكونان أعلى قليلاً من الشعيرات الدموية الموجودة على المنطقة التاجية من الرأس.
خصائص الشعر في المنطقة التاجية (الدوامة):
تمثل الدوامة نقطة في المنطقة التاجية ينمو فيها الشعر بنمطٍ دائري، إما في اتجاه عقارب الساعة أو عكس اتجاه عقارب الساعة.
يحدد شكل هذه الدوامة إلى درجة كبيرة كيفية زراعة الشعر في هذه المنطقة، والمعروف باسم هندسة الشعر. من الممكن تواجد أكثر من دوامة، وذلك يزيد من الصعوبات التي ستواجه عملية زراعة الشعر.
كيف يتطور الصلع في قمة الرأس؟
يعتبر تساقط الشعر في المنطقة التاجية من الرأس جزءاً من الصلع العام، وغالباً ما يظهر يبدأ ظهور الصلع في هذه المنطقة بعد ظهوره في المنطقة الأمامية أو المتوسطة من فروة الرأس.
تختلف أهمية تساقط الشعر في المنطقة التاجية حسب عمر المريض، ويظهر بشكل واضح في كل من المراحل الثالثة، الرابعة، الخامسة، السادسة والسابعة من مقياس نوروود.
وفقاً لدراسة نوروود :
- 6% من الصلع الوراثي في الذكور الذي يصيب منطقة قمة الرأس يحدث بين عمر 18 – 29 سنة.
- 21% من الصلع الوراثي في الذكور الذي يصيب منطقة قمة الرأس يحدث بين عمر 30 – 39 سنة.
- 30% من الصلع الوراثي في الذكور الذي يصيب منطقة قمة الرأس يحدث بين عمر 40 – 49 سنة.
- 37% من الصلع الوراثي في الذكور الذي يصيب منطقة قمة الرأس يحدث بين عمر 50 – 59 سنة.
- 53% من الصلع الوراثي في الذكور الذي يصيب منطقة قمة الرأس يحدث بين عمر 60- 69 سنة.
- 50% من الصلع الوراثي في الذكور الذي يصيب منطقة قمة الرأس يحدث بين عمر 70- 79 سنة.
يحدث تساقط الشعر في بعض الأحيان بشكلٍ أساسي في المنطقة التاجية من الرأس. غالباً ما يبدأ تساقط الشعر في قمة الرأس من المركز ثم ينتشر نحو المحيط. يتطور بعد ذلك ليأخذ شكل دائرة أو شكلاً بيضاوياً ينمو تدريجياً نحو الخارج. يتطور سطح الدائرة بشكل كبير مع زيادة قطرها. لهذا السبب فإنه من الضروري الانتباه عندما نحكم على تساقط الشعر غير المكتمل. أن سوف يستمر الشعر فى التساقط فى هذه المنطقة حتى الوصول لدائرة خالية من الشعر قد يصل قطرها إلى 10 سم.
زراعة الشعر في المنطقة التاجية ( قمة الرأس):
تمثل زراعة الشعر في المنطقة التاجية واحدة من أكثر المناطق صعوبة من الناحية الفنية لزراعة الشعر وذلك لمجموعة من الأسباب:
أولاً، وجود نقطة الدوامة والتي تجعل للشعر في هذه المنطقة عدة زوايا نمو، حيث أنّ نمط الشعر في المنطقة التاجية يجب أن يعاد زراعة الشعر بدقة بحيث تتطابق زاوية الشعر المزروع مع الشعر الأصلي.
ثانياً، يجب أن يكون الشعر متشابكاً بإحكام لتحقيق أكبر قدر من كثافة الشعر، وخاصة في قوس الشعر العلوي حيث ينسدل الشعر على الشعرات الأخرى في المنطقة التاجية. وبالتالى سوف يحدد الاختيار الجيد والمكان الصحيح للطعوم النتيجة المثلى لعملية زراعة الشعر في المنطقة التاجبة.
ثالثاً، إن المنطقة المانحة للشعر هي منطقة ذات عدد محدود من البصيلات، وبالمقابل فإن مساحة المنطقة التاجية تعتبر كبيرة نسبياً وتتطلب لتغطيتها بشكل كامل مايقارب 6500 طعم شعري، وهذا الرقم أكبر من العدد المتواجد فعلياً في المنطقة المانحة للشعر، إضافة إلى أن ذلك لا يترك أي مجال لترميم خط الشعر الأمامي أو المنطقة الجبهية في حال تعرّضهم لتساقط الشعر.
انطلاقاً من الأسباب السابقة فيجب قبل البدء بأي إجراء يتعلق بعلاج الصلع عن طريق زراعة الشعر فى المنطقة التاجية مناقشة النقط التالية بين كلٍ من المريض والطبيب المشرف :
-
هل تعاني من تساقط الشعر في مناطق أخرى في فروة الرأس؟
على الرغم من أن منطقة قمة الرأس أو المنطقة التاجية تعتبر مهمة للكثير من المرضى، إلا أنها بشكلٍ عام منطقة "ذات أهمية تجميلية أقل " بالمقارنة مع المناطق الأكثر رؤية مثل خط الشعر الأمامي و فروة الرأس الأمامية.
لحسن الحظ فإن المنطقة التاجية تقع في أعلى فروة الرأس بالقرب من مؤخرة الرأس، لذلك فلا يراها معظم الأشخاص. وذلك بعكس خط الشعر الأمامي حيث يكون ظاهراً للجميع. لذا في حال كنت تعاني من تراجع خط الشعر الأمامي فمن الأفضل علاج الصلع فى هذه المنطقة قبل محاولة علاج المنطقة التاجية.
-
ما هو حجم أو مساحة المنطقة المانحة للشعر لديك والتي يمكن استخدامها لزراعة الشعر؟
تعتبر المنطقة المانحة للشعر(المنطقة على الجانبين والجزء الخلفي من فروة الرأس حيث يتم اقتطاف البصيلات الشعرية منها) منطقة محدودة. وهذا يعني أن المريض قد لا يكون لديه ما يكفي من الطعوم الشعرية لتغطية فروة الرأس بأكملها في حال تعرض لتساقط كثيف للشعر.
في حال كنت تفكر فى زراعة المنطقة التاجية وكانت المنطقة المانحة للشعر لديك محدودة، يجب عليك أن تسأل نفسك السؤال التالي: في حال استعملتُ جميع الطعوم الشعرية المتوافرة في منطقتي المانحة لزراعة الشعر في علاج المنطقة التاجية، وحدث فيما بعد تراجع خط الشعر نتيجة تساقط الشعر من فروة الرأس الأمامية، كيف سأبدو؟ بالطبع سوف يبدو مظهر شعرك غير طبيعي!
إن زيادة كثافة الشعر في المنطقة التاجية مع انعدام الشعر تقريباً في مقدمة فروة الرأس يعطي مظهراً غير طبيعي وغير شائع، ولكن في المقابل فقد نرى رجالاً يملكون خط شعر أمامي كثيف أو مكتمل لكن يعانون من فراغات في المنطقة التاجية، ويعتبر ذلك عادياً وملحوظاً فى الكثير من الرجال، حيث أن المنطقة الأمامية هي الأكثر مشاهدة ووضوحاً.
لهذا السبب، في حال إذا كانت المنطقة المانحة للشعر لديك محدودة وبإمكانك فقط زراعة منطقة واحدة من الرأس، من المفضل زراعة المنطقة الأمامية الجبهية. إن ذلك سوف يمنحك مظهراً طبيعياً حتى لو كانت المنطقة الخلفية شبه فارغة، ولكن العكس لن يعطيك مظهرا طبيعيا.
في حالة كان الشخص لا يعانى من تساقط الشعر في المنطقة الجبهية من فروة الرأس مع وجود فراغات في المنطقة التاجية، عند ذلك يمكن تقييم المنطقة المانحة للشعر بشكلٍ مختلف في هذه الحالة. ومع ذلك، من الصعب التنبؤ بكيفية تطور الصلع الوراثي لدى المريض، حيث من المحتمل استمرار تساقط الشعر مع مرور الوقت، لذلك فإنه من الحكمة دائمًا التأكد من وجود من طعوم كافية احتياطية للمنطقة الجبهية.
-
كم عمرك؟
حسناً فى حالة بداية الصلع عند الشباب الذين لا يزالون في مقتبل العمر، يجب تقييم الوضع بشكلٍ أكثر دقة قبل اتخاذ القرار بزراعة المنطقة التاجية. على الرغم من أن المظهر الأصلع للمنطقة التاجية يمكن أن يكون قاسياً من الناحية النفسية بالنسبة لأي شاب، إلا أن المرضى الذين يعانون من الصلع المبكر في هذه المنطقة من المرجح أن يحدث لديهم المزيد من تساقط الشعر. وفي حال زراعة المنطقة التاجية واستنفاذ المنطقة المانحة ومن ثم استمر تساقط الشعر فيما بعد، فسوف يجد المريض نفسه مع جزيرة من الشعر الكثيف في المنطقة التاجية وسط محيط من الصلع.
بالنظر إلى النقاط المذكورة أعلاه نستنتج ما يلي:
في حالة المرضى الذين يعانون من تساقط الشعر المستمر و يمتلكون عدداً محدوداً من الطعوم فيجب أن يتم التعامل بحكمة مع هذه الطعوم.
في حال كان شاب ما يعاني من الصلع المبكر في المنطقة التاجية، فمن المحتمل أن يمتد تساقط الشعر إلى المنطقة الجبهية أيضاً، وهذا يعني أنه من المرجح استخدام الطعوم بشكلٍ أفضل في المنطقة الجبهية. حتى لو لم يكن واضحًا، فقد يكون من الأفضل الانتظار بعملية زراعة الشعر حتى يتضح ما سيحدث في الجزء الأمامي من فروة الرأس.
خلاصة القول: تعتبر زراعة الشعر فى المنطقة التاجية خادعة لأن هذه المنطقة من فروة الرأس تعتبر "هدفاً متغيراً". حيث أنه كما ذكرنا أن تساقط الشعر في المنطقة التاجية يتوسع مع مرور الوقت، وبالتالى تتسع دائرة الصلع.
يجب على المريض قبل اتخاذ أي قرار استشارة طبيب مختص يحدد له الخطوات الواجب اتخاذها ويعطيه النصيحة الطبية الدقيقة و المناسبة.