تركيبة دوائية جديدة قيد الدراسات لعلاج الصلع
By Prof. Dr. Soner Tatlidede 2017-10-12
تمّ تطوير كريم موضعيّ من قبل الباحثين في جامعة ييل (وهي جامعة خاصة تقع في كنتيكت) وتعتبر ثالث أقدم معهد للتعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية) . وقد أدى الاستخدام الموضعى هذا الكريم لإعادةِ نموّ الشّعر كاملاً لدى شابّةٍ عانت من الصّلع في الرأس والحاجبين لمدة عشرِ سنواتٍ مضت، حسب ما ورد في دراسة حديثة في مجلّة JAMA Dermatology.
كانت هذه المريضةُ الشابّةُ البالغةُ من العمر سبعةَ عشر عاماً تعاني من مرض الثّعلبة البُقعيّة. ويجب التنويه هنا قد جربت المريضة بالفعل العديد من العلاجات ولكن بدون جدوى.
مرض الثّعلبة هو أحد أمراض المناعة الذاتيّة حيث يقوم الجهاز المناعى بتكوين أجسام مضادة تهاجم بصيلات الشعر، يمكن أن يسبب مرض الثعلبة تساقط الشعر بشكل بقعي(مرض الثعلبة البقعية) أو حتى تساقط الشعر الكامل(مرض الثعلبة الشاملة) في فروة الرأس، وتساقط شعر الحاجب والرموش وجميع الشعر في مختلف مناطق الجسم. يمكن أن يصيب مرض الثعلبة أى شخص حيث يؤثّر هذا المرض على عشراتِ الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، لكن لا داعى للقلق فهو مرض بسيط يمكن علاجه كما أنه غير معدى. لكنه يتسم بقلة العلاجات المتاحة.
لعلاجِ هذه الحالة، قام الباحثون في جامعة ييل وهم Dr. Brett King (أستاذ مساعد في قسم الجلدية) ومساعده البروفسور Brittany Craiglow والبروفسور Daniel Tavares، بإيجاد تركيبة دوائية موضعيّة لأحد الأدوية الجديدة، كان هذا الدواء يُعطى سابقاً عن طريق الفم لعلاجِ أمراض نقى العظم.
Ruxolitinib هو الدواء المقصود وينتمي إلى فئةٍ من الأدوية تُسمّى مثبّطات JAK أو Janus kinase inhibitors والتي تؤثر على الجهاز المناعي. ويجدر الإشارة هنا أن هذه ليست المرة الأولى التى يحاول الباحثون فيها استخدام هذه الفئة من الأدوية لعلاج الصلع، قد قام باحثين آخرين مسبقاً باستخدام (tofacitinib) وهو دواء آخر من مثبطاتي JAK يؤخذ عن طريق الفم لعلاج الصلع الناتج عن مرض الثعلبة الشاملة في عام 2014، وقد أكد باحثون آخرون بأن تناول Ruxolitinib عن طريق الفم فإنه يساعد على علاج الصلع ونمو الشعر مرةً أخرى في هذه الحالة أيضاً.
بالنسبة لهذهِ الدّراسة، قامت المريضة باستخدام كريم (ruxolitinib) 0.6% موضعيّاً على فروةِ الرأس والحاجبين مرّتين يومياً، ونتيجة ذلك هى نموّ شعر الحاجبين مرة أخرى بشكلٍ كامل وذلك في الصورة رقم (B)، ونمو شعر رأسها مرة أخرى بنسبة 10% وذلك بعد 12 أسبوعاً فقط من بدءِ العلاج.
وأظهرتِ النتائجُ المخبريةُ قابلية الإنسان لتحمل الدواء جيّداً دونَ حدوثِ آثارٍ جانبيّة، باستثناءِ تغيّرٍ بسيط جداً في تعداد الكريات البيضاء في الدّم، قد يكون ناجماً عن امتصاصٍ جهازيٍّ للدواء، دون أن يكون لهُ مخاطر تُذكر.
بالنسبة لدراسة جامعة بيل فقد حقق الكريم الموضعى نتائجاً جيدة حيث تسبب فى نمو شعر حاجب المريضةُ كاملاً بعد إثني عشرَ أسبوعاً من العلاجِ. وتمّ اعتمادُ التركيبة الموضعيّة في الدراسة بدلاً من إعطاء الدواء عن طريق الفم، لكونها أكثرَ ملائمةً للكثيرِ من المرضى الذين يعانون من مرض الثعلبة، والقلقين من المخاطرِ المحتملةِ التي ترتبط باستخدام مثبّطات JAK عن طريق الفم كالسرطان والعداوى المختلفة.
في النهاية، وعلى الرغمِ من كونٍ النتائج مبشّرة جداً، إلّا أنّ الأمر يتطّلب المزيد من الدراسات لتحديد مدى فعاليّة وأمان الدواء وكذلك الآثار الجانبية لاستخدام هذه التركيبة الدوائية الجديدة ليتمّ اعتمادها رسميّاً في علاج مرض الثعلبة وتساقط الشعر، حيث أن هذا العقار لم يحصل على موافقة إدارة الغذاء و الدواء الأميركية FDA بعد، ويتطلب هذا الأمر دراسات سريرية على العديد من المرضى ومراقبة النتائج والتي قد تستغرق بضع سنوات قبل أن يطرح في الصيدليات حول العالم، ونحن في مركز كلينيكانا زراعة الشعر في اسطنبول، تركيا نتابع أحدث المستجدات العلمية المتعلقة بعلاج تساقط الشعر و سنوافيكم دائماً بآخر الأبحاث و الدراسات المتعلقة بهذا الأمر.